فضل الصدقة على الوالدين وما حكم إعطائهم الصدقة

فضل الصدقة على الوالدين وما حكم إعطائهم الصدقة؟ هذا ما نجيب عنه بشكل تفصيلي من خلال موقع منصتك، حيث يرغب الكثير من الأفراد في التعرف على فضل الإنفاق على الوالدين والتصدق عليهم بدلًا من الفقراء والمساكين في الدين الإسلامي.

فضل الصدقة على الوالدين وما حكم إعطائهم الصدقة

تعتر الصدقة على الوالدين أو على أحدهما من الأمور التي لها فضل كبير، ويعتبر من البر والإحسان من يقوم بالتصدق على الوالدين والأقارب بشكل عام يكون له أجران وهما أجر الصدقة وأجر الصلة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنَّكَ لن تُنْفِقَ نفقةً تبتَغي بها وجهَ اللهِ عزَّ وجلَّ إلَّا أُجِرْتَ بها حتَّى ما تجعلُ في فَمِ امرأتِكَ” (صحيح الأدب المفرد).

ولذلك فغن للصدقة على الوالدين فضل كبير، فهي من الأعمال التي تساعد كثيرًا على زيادة الرزق، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مَن أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ” (صحيح البخاري).

حيث يتم اعتبار الصدقة والانفاق على الوالدين من ضمن وصل الرحم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك “دِينارٌ أنْفَقْتَهُ في سَبيلِ اللهِ، ودِينارٌ أنْفَقْتَهُ في رَقَبَةٍ، ودِينارٌ تَصَدَّقْتَ به علَى مِسْكِينٍ، ودِينارٌ أنْفَقْتَهُ علَى أهْلِكَ؛ أعْظَمُها أجْرًا الذي أنْفَقْتَهُ علَى أهْلِكَ” (صحيح مسلم).

ويعتبر التصدق على الوالدين والأقارب أفضل من التصدق على الغرباء، حيث قال ابن العربي في تفسير قوله تعالى {يَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [سورة البقرة: الآية 215]، وقال “وصدقة التطوع في الأقربين أفضل منها في غيرهم”.

ما هو فضل الإنفاق على الوالدين

في إطار الحديث عن فضل الصدقة على الوالدين وما حكم إعطائهم الصدقة، فيرجى العلم بأن الإنفاق على الوالدين يعتبر وجهًا من وجوه البر بهما، ويعتبر بر الوالدين واحد من أعظم العبادات التي من الممكن أن يتقرب بها العبد من ربه عز وجل.

حث يجب أن يقدم الولد إلى والديه من البر ما يمكنه وما يستطيع من أجل الحصول بذلك على رضا الله عز وجل ورضا الوالدين كذلك، وقد أوجب الدين الإسلامي على الولد الإنفاق على الوالدين نظرًا لكون هذا وجه من وجوه الإحسان التي أمر الله عز وجل بها في قوله تعالى {وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا} [سورة الإسراء: الآية 23].

ومن أهم أشكال الإحسان للوالدين هو الإنفاق عليهما، حيث قال تعالى {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [سورة لقمان: الآية 15]، أي سد حاجاتهما وكفايتهما نظرًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنَّ أطيبَ ما أَكلتُم من كسبِكم وإنَّ أولادَكم من كسبِكم” (رواه الألباني).

كما اعتبر العلماء قوله تعالى {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّـهَ بِهِ عَلِيمٌ} [سورة البقرة: الآية 215] دليل على أن الإنفاق على الوالدين يعتبر شكل من أشكال الصدقة.

كما اعتبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الإحسان إلى الوالدين أحد أعظم أشكال الجهاد في سبيل الله عز وجل، نظرًا لما روى عبد الله بن عمرو رضي الله عنه فقال “أَقْبَلَ رَجُلٌ إلى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَ: أُبَايِعُكَ علَى الهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ، أَبْتَغِي الأجْرَ مِنَ اللهِ، قالَ: فَهلْ مِن وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ؟ قالَ: نَعَمْ، بَلْ كِلَاهُمَا، قالَ: فَتَبْتَغِي الأجْرَ مِنَ اللهِ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَارْجِعْ إلى وَالِدَيْكَ فأحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا” (رواه مسلم)، وهو مقدم على الإنفاق على الفقراء والمساكين.

ما هو حكم الإنفاق على الوالدين

يرجى العلم بأن الفقهاء قد اتفقوا على وجوب النفقة من خلال الأبناء على والديهم في حال كان الوالدين معسرين، أما غير الوالدين فقد تعددت أقاويل الفقهاء فيهم، ولكن الراجح أن النفقة تعتبر واجبة في كل قريب وارث، حيث روى جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال “إذا كان أحدُكم فقيرًا، فلْيبدأ بنفسه، فإن كان فضلًا فعلى عياله، فإن كان فضلًا فعلى قرابتِه، أو على ذي رحمِه، فإن كان فضلًا فههنا وههنا” (رواه الألباني).

من الجدير بالذكر أن هناك فضل كبير في الصدقة على الوالدين، ولذلك يهتم الكثير من الأفراد في التعرف على حكم إعطائهم الصدقة والإنفاق عليهم كذلك في الدين الإسلامي.