ما هو فضل الاستغفار بالأسحار

الاستغفار من أكبر الأشياء التي تأتي للفرد للتوبة، وله العديد من الفوائد في حياة الناس في العالم فهو يقوم بمحو الذنوب عن الأفراد، وله فضل عظيم للمسلمين، وهو أكبر دفع للبلاء الذي يصيب العبد، والاستغفار هو طلب العفو والرحمة من الله سبحانه وتعالى، ومن خلال موقع منصتك سنقوم بعرض فضل الاستغفار بالأسحار، وما يمكن للاستغفار فعله في حياة العبد.

فضل الاستغفار بالأسحار

الأسحار هي جمع سحر، والمقصود به في الآية الكريمة ” الصَّبِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ”، هو آخر الليل، ومقدمة النهار، ومن فضل الاستغفار بالأسحار، والذي بينه الله تعالى في الآية (15) في سورة آل عمران ” قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَٰلِكُمْ ۚ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ”.

فينأ الله تعالى المستغفرين بالأسحار، أي بآخر الليل، بجناتٍ تجري من تحتها الأنهار، واختص منهم في كتابه العزيز عندما قال تعالى ” الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”.

فوجب الاستغفار على المؤمنين بالليل، قبل الفجر، فيغفر الله الذنوب لهم، ويقيهم من عذاب النار، ويدخلون جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار، فاستغفروا الله ربكم، يغفر الله ذنوبكم.

والاستغفار هو من صفات المتقين، كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى – في كتابة العزيز ” وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ”.

فوائد الاستغفار

يقوم التائب بالاستغفار لكي يغفر الله سبحانه وتعالى ما تقدم من ذنبه وما تأخر، والاستغفار يقوى النفس، ويمتلك لاستغفار العديد من الفوائد، والتي منها:

تكفير الذنوب: فالمداومة على الاستغفار مع تحقيق شروط التوبة من القلب، يكفر جميع الذنوب صغائرها وكبائرها.
تفريج الكرب: فالاستغفار يفرج الهم والكرب على العبد، ويزيل الاستغفار الهموم والغموم عن القلب.
دخول الجنّة: فوعد الله تعالى المتقين والصابرين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار، جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار.
طمأنينة القلب: فالاستغفار سبب كبير في الشعور بالراحة والطمأنينة، للقلب والروح.
دفع البلاء: فالاستغفار يدفع البلاء عنك ويحميك منه.
استجابة للدعاء: فالاستغفار مع الدعاء والخشوع والانكسار في الدعاء، يجعل الله تعالى يغفر لك ذنوبك ويحقق دعواتك.
مجيء البركة: وهو سبب في نزول الأمطار، ومجيء المال وبكرته، ويعطي القوة والقدرة، فقال الله تعالى في كتابه العزيز: ” فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا”.
النجاة من النار: فالاستغفار يرفع العبد إلى جنات النعيم.

أسباب عدم قبول الاستغفار

يجيء على الشخص وقتًا، لا يستجاب منه دعاءً، ولا يقبل منه استغفارًا، والأكيد أن الجميع يريد أن يحصل على الاستجابة لأدعيته وقبول استغفاره، ومن الأسباب التي تأتي بذلك:

عدم الاستغفار من لقب، والاستشعار بالذنب، فإن لم تكن تستغفر بنية قضاء الله حاجتك، ولم تخشع في دعائك، ولم تعترف بذلك، قد لا يغفر الله لك ذنبك “والله أعلم”.
إن كان العبد يريد الاستغفار بالتوبة، فيجب أن تتحقق معه شروط التوبة الصحيحة لكي يتوب الله عنه بالاستغفار.

صيغ الاستغفار

تتعدد الأساليب التي يمكنك أن تقوم بالاستغفار بها، ومن هذه الأساليب:

يمكنك أن تقوم بالاستغفار بسيد الاستغفار، كما سمّاها النبي محمد صلى الله عليه وسلم: ” اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ”.
قول نبي الله يونس عليه السلام في دعائه وهو في بطن الحوت: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”.
استغفر الله لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
استغفر الله العظيم من كل ذنبٍ عظيم.
الإقرار بالذنب أثناء الاستغفار لكي يغفر الله لك، فتقول “استغفر الله العظيم عن ما أذنبت من ….”.

الفرق بين التوبة والاستغفار

التوبة تتوافر بها بعض الشروط لكي تُقبل، ولكن الاستغفار يمكنك أن تقوم بالدوام عليه، فحتى إن لم يغفر الله لك جميع الذنوب، فهو يعطيك الكثير من الحسنات والأجر والثواب.

يمكن للمسلم أن يقوم بالاستغفار إلى مسلمين آخرين، موتى وأحياء، وينال الأجر والثواب على ذلك، ولكن التوبة يجب أن تكون للفرد فقط، لا يمكنك أن تقوم بالتوبة لآخر.

لا يشترط في الاستغفار أن تقوم بارتكاب المعاصي والذنوب، ولكن التوبة يجب فيها أن يكون هناك ذنوب، وأن تقلع عن هذه الذنوب والمعاصي.

انتهينا من مقالنا، والذي قمنا من خلاله بالتحدث عن الاستغفار لله تعالى، والاستغفار بالأسحار- أي بالليل، والذي له فضل عظيم على المؤمن، ويغفر الله للمسلمين جميعًا ذنوبهم بالاستغفار، ولكن يجب أن تقوم بالاستغفار بقلبك وإيمانك لكي يغفر الله لك، حتى وإن لم تكن جميع ذنوبك، ولكن الله يغفر الذنوب جميعًا لمن يشاء، ولم أحسن قلبه للإيمان.